في زوايا بعض المكتبات الفلسطينية القديمة، وخاصة في القدس ونابلس، يعمل عدد قليل من الخبراء في مهنة نادرة ومهمة جدًا: ترميم المخطوطات والوثائق التاريخية.

هذه المهنة تتطلب دقة عالية وصبرًا كبيرًا، لأن العامل فيها يتعامل مع أوراق هشة عمرها مئات السنين، تعود لأوقاف، أو سجلات عثمانية، أو مخطوطات دينية وعلمية كتبها علماء فلسطينيون أو زائرون للمنطقة.

أهمية المهنة

مهمة هؤلاء الخبراء لا تقتصر على حفظ الورق، بل هي حماية لذاكرة وهوية فلسطين، لأن هذه الوثائق والمخطوطات تمثل شهادات حية على تاريخ الشعب الفلسطيني، وملكيته لأرضه، وثقافته العريقة.

أدوات وتقنيات دقيقة

يستخدم المرممون أدوات متخصصة جدًا، مثل فرَش ناعمة، ومواد عضوية، وأنواع خاصة من الورق الياباني لإصلاح الثقوب والشقوق، وأجهزة تحكّم في الرطوبة والحرارة حتى لا تتلف الوثائق أكثر.

تحديات المهنة

تواجه المهنة تحديات كبيرة، منها قلة عدد الممارسين لها في فلسطين، ونقص التمويل والدعم، إضافة إلى الخطر المستمر الذي تتعرض له المكتبات والمراكز التاريخية بسبب الاحتلال.

مهنة ترميم المخطوطات ليست فقط عملاً تقنيًا، بل هي رسالة ثقافية ووطنية، لأنها تسهم في الحفاظ على الهوية الفلسطينية من النسيان أو الطمس. لذلك، فإن دعم هذه المهنة وتدريب جيل جديد عليها هو استثمار في التاريخ وفي المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *