حذّرت نقابة الصحفيين الفلسطينيين، في تقريرها السنوي الصادر الأحد، من تصاعد خطير في الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين منذ اندلاع حرب الإبادة على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023، ووصفت ما يجري بأنه “إبادة إعلامية ممنهجة تستهدف طمس الحقيقة وإسكات الأصوات الفلسطينية”.
وأوضح التقرير الصادر عن لجنة الحريات في النقابة، تحت عنوان “عامان من الإبادة الإعلامية”، أن الانتهاكات الإسرائيلية ضد الصحفيين شهدت “تزايدًا غير مسبوق”، شمل عمليات اغتيال واعتقال وتدمير واسع للمكاتب الإعلامية، إلى جانب الملاحقات المستمرة للصحفيين الميدانيين والإعلاميين الرقميين.
ووفقًا لتوثيقات النقابة، ارتقى 252 صحفيًا وصحفية منذ أكتوبر 2023، بينهم 34 صحفية قُتلن بنيران الاحتلال خلال العدوان على قطاع غزة، توزّعوا على النحو التالي: 102 شهيدًا عام 2023، و91 عام 2024، و59 منذ مطلع 2025، فيما أصيب نحو 200 صحفي بجروح متفاوتة جراء القصف المباشر والاستهداف المتكرر.
كما رصد التقرير تدمير أكثر من 150 مكتبًا ومؤسسة إعلامية، و140 منزلًا لصحفيين، إضافة إلى مقتل 475 من أفراد عائلاتهم من الأطفال والنساء والآباء والأمهات والأزواج.
وأشار التقرير إلى أن قوات الاحتلال اعتقلت 153 صحفيًا في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ بدء الحرب، وفرضت قيودًا مشددة على حرية التنقل أثناء العمل الميداني، في خرق واضح للقوانين الدولية التي تكفل حرية الصحافة.
وفي الضفة الغربية، وثّقت النقابة 91 حالة اعتداء جسدي ولفظي وتهديد بالسلاح من قبل مستوطنين، إضافة إلى 247 استهدافًا مباشرًا للصحفيين بقنابل الغاز والصوت من قبل قوات الاحتلال.
وأكدت النقابة أن هذه الانتهاكات “تعكس سياسة إسرائيلية ممنهجة تستهدف الصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية بهدف إسكات الحقيقة وعرقلة نقل ما يجري في الميدان”، مشيرة إلى أن ما يحدث يشكل “خرقًا صارخًا لاتفاقيات جنيف والقوانين الدولية الخاصة بحماية الصحفيين في مناطق النزاع”.
وأشارت النقابة إلى أن هذه الجرائم تأتي في سياق الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، التي أسفرت حتى الآن عن 67,139 شهيدًا و169,583 جريحًا، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب مجاعة متفاقمة أودت بحياة 459 فلسطينيًا، بينهم 154 طفلًا.
وفي الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، وثّقت المصادر الفلسطينية مقتل أكثر من 1,048 فلسطينيًا وإصابة نحو 10,300 آخرين، إضافة إلى اعتقال أكثر من 19 ألفًا بينهم 400 طفل، منذ أكتوبر 2023، نتيجة التصعيد الإسرائيلي والمستوطنين.
وختمت النقابة تقريرها بالتأكيد على أن “استهداف الصحفيين الفلسطينيين هو جزء من سياسة الاحتلال الرامية إلى طمس الذاكرة الجمعية الفلسطينية ومصادرة الحق في الرواية، داعية المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف الجرائم وضمان المساءلة وحماية الصحفيين في مناطق النزاع.”