في مبادرة إنسانية مبتكرة، طوّر مبرمجون فلسطينيون خوذ واقع افتراضي صُممت خصيصًا لدعم الصحة النفسية لأطفال قطاع غزة، ومساعدتهم على التعافي من الصدمات العميقة التي خلّفتها حرب الإبادة المستمرة.
تعتمد هذه المبادرة على جلسات علاجية رقمية تراعي الاحتياجات النفسية والجسدية للأطفال، حيث يغوص الطفل عبر الخوذة في عوالم افتراضية مليئة بالطبيعة والبحر والمناظر الهادئة، في محاولة لإزاحة صور الخوف والدمار التي رسخت في ذاكرتهم خلال عامين من العنف المتواصل.
وتشير التجارب الأولية إلى نتائج لافتة، إذ أثبت العلاج عبر الواقع الافتراضي فاعلية أكبر وسرعة أعلى مقارنة بالجلسات العلاجية التقليدية. فبينما يحتاج العلاج النفسي المعتاد إلى ما بين 10 و12 جلسة، تُظهر جلسات الواقع الافتراضي تحسنًا واضحًا خلال 5 إلى 7 جلسات فقط.
ويُسهم هذا النوع من العلاج في تخفيف التوتر والقلق، وتوفير مساحة آمنة للّعب العلاجي، ومساعدة الأطفال على معالجة الصدمات النفسية الناتجة عن الحرب، خاصة في بيئة قاسية ومغلقة مثل غزة، حيث تندر إمكانيات الدعم النفسي التقليدي.
بهذه التقنية، يحاول المبرمجون الفلسطينيون تحويل التكنولوجيا إلى أداة مقاومة هادئة، تُعيد للأطفال شيئًا من الطمأنينة، وتمنحهم نافذة أمل وسط واقع مثقل بالألم.
