في إنجاز معماري لافت، حصدت المهندسة الفلسطينية رزان أبو دلو جائزة “تكتورا” لأفضل مشاريع التخرج المعمارية لعام 2025، عن مشروعها المعنون “مساحات الصمود: دروس من مخيم عايدة”، الذي اختير ضمن ثلاثة مشاريع فائزة على مستوى فلسطين لما قدّمه من رؤية مبتكرة لإعادة تفعيل الفضاءات العامة داخل بيئات اللجوء.
ينطلق المشروع من قراءة معمّقة للواقع العمراني والاجتماعي في مخيم عايدة شمال بيت لحم، مقترحًا حلولًا معمارية مرنة لتحويل المساحات الضيقة والمهمّشة في المخيم إلى مراكز مجتمعية حيوية. وتُبنى هذه الحلول على أنماط البناء الفطري التي ابتكرها السكان اللاجئون أنفسهم لمواجهة ضيق المكان وتحديات الحياة اليومية، مما يجعل من المشروع نموذجًا قابلًا للتكرار في بيئات مماثلة.
تعيد أبو دلو في مشروعها تصور تجربة اللجوء الفلسطيني ليس كواقع مؤقت، بل كمنظومة حضرية ديناميكية متكاملة تُبنى على قيم التكافل، وسرد الحكاية الجمعية، وتفعيل الحيّز العام، مقدّمة مقاربة معمارية إنسانية توظف عناصر بسيطة مثل منصات الجلوس والواجهات التفاعلية في توليد مساحات مقاومة حية داخل المخيم.
ويعكس المشروع كيف تحوّل مخيم عايدة، الذي أُنشئ عقب نكبة 1948 كمأوى مؤقت، إلى نسيج حضري دائم يُنتج يوميًا أدوات جديدة للصمود، حيث تحولت الأزقة إلى ساحات تفاعل، والحيّز العام إلى مساحة لبناء الانتماء والهوية الجماعية.
وتنحدر رزان أبو دلو من مدينة القدس، وتحمل شهادة البكالوريوس في الهندسة المعمارية، إلى جانب دراستها للماجستير في التخطيط الحضري، كما أنها ناشطة في عدد من المبادرات المعنية بتحسين جودة الحياة وتطوير المساحات العامة في المناطق المهمشة.
تُمنح جائزة “تكتورا” سنويًا من قبل معهد تكتورا للهندسة المعمارية، وهي منصة معمارية وأكاديمية تسعى لدعم الطلبة الفلسطينيين في عرض مشاريعهم أمام لجان تحكيم مهنية، وتشجّع المشاريع التي تتناول قضايا إنسانية ومكانية مثل: استعادة الفضاء العام، مقاومة الحصار، والهوية الحضرية في سياقات ما بعد النزاع.
وضمت قائمة المشاريع الفائزة هذا العام:
“مركز تفسير تل السلطان في أريحا” للمعماريين حنين كنعان ومحمد فرعون، الذي استخدم تصميمًا تفاعليًا يروي تسلسل الحضارات باستخدام مواد محلية.
“هوية مدينة من خلال أنقاضها” للمعمارية ديما طنوس، وهو مشروع يقرأ شارع يافا في حيفا كفضاء ذاكرة ومقاومة