عمل الثمانيني الفلسطيني يوسف الشيخ حسين بجد الشباب في مهنة البناء متحدياً ظروفها الصعبة رغم وصوله سن الـ89، مضيفا إلى ذلك نشاطا تطوعيا لدعم المسنين.
يقول الشيخ حسين إنه ظل يعمل في مهنة البناء منذ نحو 70 عاما، وبات مشهوراً في مدينته والبلدات المجاورة، مشيرا إلى أنه يشرف بنفسه على أعماله ويتابع أدق التفاصيل ويدرب أبناءه على مهنته.
ورغم تقدمه في العمر، يذكر الشيخ حسين: “لا أريد أن أكون عالة على أحد وأكسب رزقي من عرق جبيني وأتناول طعامي بكسبي وأرفض التقاعد لأنه بداية نهاية الصحة”.
للعجوز الفلسطيني ورشة يعمل بها يوميا بين 8 إلى 10 ساعات، فهو بجانب إشرافه على أشغال البناء وتنفيذها، يتقن تزيين حجارة البناء من الخارج.
تطورت تفاصيل مهنة البناء عند الشيخ حسين من مصدر رزق إلى علاقة شغف ممتدة عبر الوقت حتى قال: “أحب عملي لدرجة أنه بات جزءا لا يمكن أن أتخيل نفسي دونه”.
يتبادر سؤال القدرة كل من التقى البنّاء الفلسطيني ليسأله عن سر صموده في مهنة شاقة كل هذه السنوات الطويلة، فيرد الشيخ حسين: “وهبني الله الصحة الجيدة”.
وأشار إلى أنه لم يتناول السجائر والمشروبات الكحولية طيلة حياته، ويكتفي بتناول الطعام الصحي في المنزل، ويواظب على عادة النوم والاستيقاظ في ساعة مبكرة.
ولافتا إلى أن طعامه الصحي وإيمانه بأن الروح لا تشيخ مصدر قوته وعزيمته، يقول الشيخ حسين حكمته: “الوقت كنز ثمين والعمل لا عمر له”.
ومواصلة في نمط الحياة الصحي، يقوم الشيخ في الإجازات وعطلات المناسبات الدينية بممارسة رياضة المشي لمسافة 5 كيلو مترات، بجانب اهتمامه بزراعة الأشجار والخضروات والفاكهة داخل منزله الذي شيده بنفسه على قطعة أرض مساحتها دونمين اثنين.
لا يستقل المسن الفلسطيني المركبات لقضاء مشاويره، يقول: “أزور كل مريض، وأشارك في المناسبات الاجتماعية وأنا عضو في جمعية الوفاء للمسنين”.
وأشار الشيخ حسين إلى أنه شيد في مسيرته المهنية آلاف المنازل الفلسطينية، ويحظى بزبائن كثر، موضحا أن سر نجاحه الوفاء والأمانة وإنجاز الأعمال في وقتها وبطريقة حرفية.
يقارن نفسه بكبار السن قائلا: “كثيرا ما ألتقي بمن هم أصغر مني سنا لكنهم لا يقوون حتى على المشي بسبب استسلامهم فالوهن مرض يهدم القلب والجسد”.
وكثيرا ما يعمل الشيح حسين رغم شعوره بالتعب والمرض، ويقول: “العمل يريح النفس ويخلص الجسد من المرض”.