تُعد صناعة الشمع في فلسطين واحدة من الحرف التقليدية العريقة التي احتفظت ببريقها رغم تطور الصناعات الحديثة. فقد ارتبط الشمع بالمناسبات الدينية والاجتماعية، واستخدم منذ زمن طويل في الإضاءة والطقوس المختلفة، ولا يزال اليوم يُشكّل جزءًا من هوية بعض المدن الفلسطينية وثقافتها الحرفية.
جذور تاريخية وتراث حي
تنتشر صناعة الشمع في عدد من المدن الفلسطينية، خاصة في بيت لحم والقدس ونابلس، حيث تمارس العائلات هذه الحرفة منذ عقود طويلة. ويُعرف الشمع الفلسطيني بجودته العالية، ودقة تشكيله، والزخارف اليدوية التي تضفي على القطعة لمسة فنية تميّزها عن الإنتاج الصناعي.
طرق الإنتاج بين الماضي والحاضر
تعتمد الحرفة على خطوات أساسية تبدأ بصهر شمع العسل أو البارافين، ثم تلوينه وصبه في قوالب متنوعة. ويعمل الحرفيون على تشكيل الشمع بأشكال مختلفة، منها الأسطواني، والزهري، والزخرفي، خاصة في المواسم السياحية والدينية مثل عيد الميلاد في بيت لحم.
ورغم إدخال بعض الآلات البسيطة، إلا أن الكثير من الورش ما تزال تحافظ على الأساليب اليدوية التي تمنح الشموع طابعها التراثي المميّز.
شمع فلسطيني للزينة والهدايا
لم تعد صناعة الشمع مقتصرة على الاستخدام العملي، بل توسعت لتشمل الشموع المعطرة وزينة المنازل والهدايا السياحية. وتنتشر في المحلات الفلسطينية منتجات تحمل طابعًا فنيًا مستوحى من التراث، مثل نقوش الكوفية، وزخارف القباب، وألوان العلم الفلسطيني.
تحديات وفرص
تواجه هذه الحرفة تحديات تتعلق بارتفاع أسعار المواد الخام، وقلة التسويق الخارجي، وضعف دعم الصناعات التراثية. ومع ذلك، يشهد السوق إقبالًا متزايدًا على المنتجات اليدوية، ما يمنح الحرفيين فرصة للتوسع والتطوير عبر منصات البيع الإلكتروني والسياحة الثقافية.
