تمكنت الطالبة الفلسطينية جنان الهيموني من مدينة الخليل، من ابتكار جهاز يحوّل دخان المصانع إلى طاقة كهربائية ضمن مشروع مدرسي بمساعدة والديها ومدرستها.

 

تقول جنان (16 عامًا): إن الفكرة نبعت من إشكالية كبيرة تعانيها المدينة بسبب انبعاث عوادم المصانع المنتشرة وتأثيرها على صحة الإنسان والبيئة، مبينة أن الجهاز الذي صممته هو مدخنة ذكية تعمل على تنقية تلك العوادم وفي الوقت ذاته توليد طاقة كهربائية منها.

 

وتضيف الفتاة أن الخليل تضم مئات المصانع التي تنتج دخانًا مليئًا بالملوثات التي تسبب أمراضًا تنفسية، عدا عن أثرها في الاحتباس الحراري واعتلال المناخ شأنها شأن أي مصنع في العالم، “ومن هنا أردت إيجاد ابتكار يساهم في التقليل من هذه الانبعاثات”.

 

وتبيّن المُبتكرة الصغيرة أن “المدخنة الذكية” تتكون من عدة أجزاء، هي صندوق حديدي الذي يمثل المصنع، والعادم، وأسطوانة، ومغذي مياه، ومحبس ضغط، وعنفة كهربائية، ومروحة، وتعمل هذه الأجزاء مجتمعة عبر مراحل يتم فيها تحويل الدخان الضار إلى طاقة كهربائية تستفيد منها المصانع.

 

وفي النموذج الذي ابتكرته “جنان” ينطلق البخار عند تسخين الماء نحو المدخنة فيعمل الفلتر الموصول بالعادم على امتصاص الانبعاثات الكربونية، وفي الوقت نفسه تتحرك التوربينات بفعل قوة البخار لتنتج الكهرباء.

 

وترى أن فكرة “المدخنة الذكية” يمكن تطويرها وتطبيقها على أرض الواقع، وتأمل أن تتبنى جهات مشروعها؛ لكي تحل مشكلة التلوث الهوائي، وتستفيد المصانع من الكهرباء المحولة.

 

وتطمح جنان بأن يتحول نموذج مدخنتها المصغر إلى منتج حقيقي يحقق فائدة اقتصادية وبيئية، ويتم توريده للعالم تحت اسم “صنع في فلسطين”، لإثبات أن فلسطين لديها عقول حرة ومبدعة رغم سيطرة الاحتلال على جميع الموارد الفلسطينية.

 

وتقول إنها تعمل حاليًا على تطوير فكرة مشروع المدخنة الذكية لإيجاد حلول صديق للبيئة عند التخلص من مخلفات المشروع، كالفلاتر التي تحتاج إلى تغيير كلما تشبعت بالعوادم، والملوثات.

 

ولدى سؤالها عن عدم حصولها على كميات كافية من الدخان تمكنها من توليد طاقة كهربائية، تجيب: “حتى لو تم إنتاج طاقة بنسبة قليلة تبقى أفضل من لا شيء، لأنه لم يتم وضع أي تكلفة إضافية في المشروع لإنتاج التيار الكهربائي”.

 

وتلفت “الهيموني” إلى أنها صممت النموذج بمساعدة معلمتها تحرير بربراوي التي شجعتها على المضي قدمًا في تطبيق الفكرة وأمدتها بأبحاث علمية، فيما ساعدها والداها في مهمة تصميم المدخنة الذكية، وقدمتها مشروعًا رياديًّا في معرض فلسطين للعلوم والتكنولوجيا 2023.

 

ودعم والد جنان ابنته وفكرتها منذ البداية قبل نحو عام وساهم في مساعدتها على تطبيق المشروع خاصة في الجانب الميكانيكي.

 

وتصف المعلمة تحرير المدخنة المبتكرة بأنها “فكرة نادرة”، قائلة إنها جنان جديرة بالتقدير، وهي وإن كانت غير قادرة على القضاء على دخان المصانع بنسبة تصل إلى 100% فإنها فكرة قابلة للتطبيق على أرض الواقع، كما أنها فريدة من نوعها.

 

وتختم حديثها بنصيحة لكل طالب طموح: “جنان ليست من مصاف الطالبات المتفوقات دراسيًا، ولكن طموحها ليس له حدود، ولديها مثابرة واجتهاد كبيرين، لذا على كل طالب لديه فكرة أن يتمسك بها، وأن يصمم على تنفيذها. اعتقد أن جنان ستكون ذات شأن في هذه الحياة”.