بقلم سامر خويرة
شرع 250 حافظًا وحافظة للقرآن الكريم، من جميع الأعمار، بسرد القرآن الكريم من بعد صلاة فجر يوم الخامس والعشرين من اغسطس ٢٠٢٤ في أضخم تجمّع قرآني في نابلس، لتكون أول فعالية على هذه الشاكلة في الضفة الغربية المحتلة.
وقال مدير مديرية أوقاف نابلس ناصر سلمان إن الفعالية القرآنية “صفوة القراء” انطلقت بعد الفجر مباشرة في مسجد الروضة الذي خصص للذكور، ومسجد الحاج نمر النابلسي للإناث، وعددهم بالتساوي تقريبا، حيث يرافق كل سارد مُسمع، إضافة لطاقم إداري لمتابعة النشاط ويوفر كل ما يلزم للمشاركين فيه.
وأشار سلمان إلى أن هناك من سرد عشرة أجزاء، ومن سرد 20 جزءا، ونحو 100 سردوا القرآن الكريم كاملا، وكلهم في وقت واحد، حيث رافق كل حافظ مشرف متقن لكتاب الله، لتصحيحه وتقويمه خلال السرد.
وأوضح أن هناك زوجات وبنات وحفيدات، طالبات وأمهات، شاركنَ في مسابقة سرد القرآن الكريم غيبا في مدينة نابلس، في حين هناك رجال تجاوزوا السبعين من عمرهم شاركوا أيضا، برفقة أبنائهم وأحفادهم.
من جهته، قال الحافظ لكتاب الله موسى مدفع إنه بدأ بسرد القرآن الكريم كاملا منذ الفجر، وأنهاه في نحو ست ساعات فقط، لافتا إلى أنه يشعر بفخر كبير بتنظيم مثل هذه الفعالية في مدينة نابلس، على غرار تلك التي كانت تنظم في غزة قبل بدء العدوان عليه.
وتابع: “زرت العديد من دول العالم العربي والإسلامي والغربي حتى، وشاركت في مسابقات عالمية في حفظ وترتيل كتاب الله وحصدت مواقع متقدمة ورفعت اسم فلسطين عاليا بفضل الله، لكن أن تكون مثل هذه الفعاليات في بلدك فلها طعم آخر. هذه بلاد القرآن وبلاد الحُفاظ ونابلس مدينة المساجد والمآذن”.
أما المشاركة ميسر حمد التي تحفظ عشرين جزءاً، فقد بادرت بالتسجيل للمشاركة بالفعالية فور سماعها عنها، وتقول: “كنّا ننتظر مثل هذه النشاطات على أحر من الجمر. لذلك سجلت للمشاركة برفقة أخي أحمد الذي يحفظ 15 جزءاً وأختي ميسون التي تحفظ القران كاملاً”، مشيرة إلى أن والديها رافقوهم في المسجد وتابعوا السرد والأداء أولا بأول.
وأوضحت ميسر وهي طالبة في سنتها الجامعية الثانية في تخصص الأحياء أنها كانت تنظر بعين الفخر وهي تشاهد مساجد غزة تتسابق لعقد مثل هذه الأنشطة قبل الحرب، وتابعت: “كم فرحت عندما رأيت نازحات يسردن القرآن الكريم في الخيام. لذلك تشجعنا أكثر للمشاركة في نابلس، وأنا أدعو كل الشباب للانضمام لدورات حفظ القرآن الكريم والالتزام بها، فنحن بدونه لا قيمة لنا، ولن يكون لنا شأن ونحن بعيدون عنه”.
وتشرف لجنة زكاة نابلس المركزية على لجنة تحفيظ القرآن الكريم التي تضم أكثر من 50 دورة لحفظ القرآن في مساجد المدينة ومخيماتها، ويشارك بها أكثر من 500 طالب وطالبة، وقد أتم سابقا الآلاف حفظ كتاب الله كاملا. كما يوجد في نابلس مدرسة “أكاديمية القران الكريم” التي يبدأ فيها الطالب في مشوار الحفظ منذ سنته الأولى على أن يحفظه كاملا مع انتهاء المرحلة الثانوية وفق برنامج ممنهج ومدروس، يترافق مع التعليم المقرر من الجهات الرسمية.
المصدر: العربي الجديد