مقابلة مع نائب رئيس بلدية الخليل د. أسماء الشرباتي

أجرى اللقاء: الصحفي سامر خويرة 

منذ تقلدها منصب نائب رئيس بلدية الخليل احدى أكبر المدن الفلسطينية والتي تعد عاصمة التجارة والصناعة، تعمل الدكتورة أسماء الشرباتي مع زملائها وزميلاتها بروح الفريق الواحد، مدركة تماما لحجم التحديات التي تواجههم، في ظل الظروف الأمنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية المعقدة التي تمر بها الأراضي الفلسطينية.

والشرباتي، حاصلة على شهادة البكالوريوس في الصيدلة والماجستير في التنمية والتعاون الدولي، والدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة بيرزيت، وعملت محاضرة في العديد من الجامعات الفلسطينية، ومدربة في المهارات الإدارية والشخصية، ومهتمة بقضايا البلد والشباب بشكل عام والنساء بشكل خاص.

تقول الشرباتي إن الهيئات المحلية وعلى رأسها البلديات وجدت اساسا لخدمة المجتمع وتلبية احتياجاته في المجالات الخدماتية والثقافية والمجتمعية تحديدا. “لذا تجد ممثلي المجالس البلدية ينشطون في كافة مرافق خدمة المجتمع، بدءا من الخدمات الأساسية كالمياه والكهرباء والنظافة إضافة إلى دعمهم لما يميز كل مدينة عن غيرها”.

وعن الخليل، توضح أن هناك معضلة متمثلة في تقسيمها داخليا بناءً على الاتفاقيات مع الاحتلال إلى مناطق خاضعة لسيطرة السلطة الفلسطينية والهيئة المحلية وهي بلدية الخليل، ومنها ما هو خاضع للاحتلال رغم وقوعه ضمن المخطط الهيكلي للبلدية. وكذلك وجود التجمعات والبؤر الاستيطانية داخلها، ما جعل خصوصية لتلك المناطق والبحث الدائم في الآليات اللازمة لتزويد الأهالي القاطنين فيها بالجودة والسرعة الممكنة وعدم تركهم رهينة بيد الاحتلال، مشددة على أن المجلس البلدي في مدينة الخليل لديه حساسية ايجابية تجاه كل المناطق لتقديم افضل خدمة ممكن للمواطنين فيها، رغم كل التحديات.

تقول “مر العام الأول ونحن نتابع وندرس ونستقرأ الواقع بالاستعانة بالمطلعين وذوي الخبرات والمستشارين، حتى تمكنا من وضع الخطط الفاعلة القابلة للتطبيق”، لافتا إلى أنها تعمل على تسهيل إيصال الخدمات لكافة أفراد المجتمع، وخاصة الفئات الأقل حظا مثل السيدات والأطفال، وتسهيل تواصلهم مع المجلس البلدي.

وتتابع “بعد عامنا الأول في المجلس، انطلق العمل الفعلي وتطبيق تلك الخطط التكتيكية والاستراتيجية. وهناك تبرز اهمية الايفاء بما ورد في البرنامج الانتخابي للكتل التي تنافست في الانتخابات وتحديدا تلك التي فازت. كان تركيزنا على نقاط عديدة من بينها الاستثمار في تطوير مداخل المدينة والبنية التحتية بشكل عام، وكذلك التركيز على القطاع الثقافي والمرأة والطفل والفئات الأكثر تهميشا.

وقالت ان المرحلة الحالية والمستقبلية ستكون التركيز على المشاريع الاستراتيجية الكبرى مثل تطوير قطاع المياه والصرف الصحي وفصلها عن مياه الامطار لمناطق سكانية كثيرة داخل المدينة. ومن الملفات المهمة التي نعمل عليها ملف النظافة وتغيير انماط حاويات النفايات المنتشرة في الخليل بصورة أكثر حداثة وفاعلية ومواكبة للبيئة.

أما داخل المؤسسة، فلا شك أن هناك خططا فعالة للارتقاء بالأداء المؤسساتي والارشيف الالكتروني.

وبينت الشرباتي أن العمل الميداني يحتاج إلى جهود كبيرة من الإشراف على فعالية العمل المقدم ومستوى الخدمة، وهو يجعل من المسؤول يشعر بمعاناة المواطنين بصورة أكبر، ويقرب من وجهات النظر بين الطرفين.

وأوضحت أن العمل الميداني مهم وأن عمل المجلس البلدي في الميدان وبين المواطنين يسد ثغرة في التواصل معهم، وأنها تشعر بالسعادة في قضاء حوائج المواطنين، على الرغم من مطالب الناس بحقوقهم الأساسية الكثيرة بسبب الظروف التي تعاني منها مدينتها الخليل.

اما عن التحديات، تقول: “نحن نتشابه مع معظم الهيئات المحلية في الوطن وتحديدا الهيئات الكبرى، وهي عدم امتلاكنا للموارد الأساسية. فالمياه على سبيل المثال يتحكم بها الاحتلال. نحن نعمل على تحديث الشبكة وتطوير عملية التوزيع مع السعي لتقليل كميات الفاقد منها، لكن كمية المياه الواردة لدينا يتحكم بها الاحتلال وحده، والحالة ينطبق ايضا على الشبكة الكهربائية، فنحن عملنا جاهدين على تطويرها ورفع القدرة من خلال تحديث وتطوير الشبكة وضمان وصول الخدمة لأوسع مساحة جغرافية ممكنة لكننا نبقى أسرى لشركة الكهرباء الاسرائيلية. الملفات التي يتحكم بها الاحتلال تعد المقومات الاساسية للنهوض باي مجتمع، ودونها سنبقى نعاني”.

ولن تكون جهود بلدية الخليل محصورة في القطاع الخدماتي فحسب، حيث تؤكد بأن “الجانب الثقافي من المواضيع التي يأخذ حيزاً من الاهتمام، إذ تطمح البلدية بأن تمتلك الخليل مراكز ثقافية مميزة، وأن تكون هناك بصمة لأهالي المدينة، وأن يكون هناك احتواء لشباب وشابات، يمتلكون الإمكانيات، والأفكار، والمبادرة”.

التحديات الاخرى تتعلق بالعمل العام وصعوبته في ظل الظروف التي نمر بها وصعوبة التغيير وهذا يستهلك جهدا كبيرا ويستنزف طاقات الرئيس والاعضاء لمتابعة التفاصيل اليومية وديمومة العمل. وترى أسماء الشرباتي أن وجود امرأة كنائب لرئيس البلدية، أو في الهيئات المحلية بشكل عام، يساهم في إيصال صوت النساء حول بعض الخدمات المتعلقة بهن، مضيفة أنّ “هذا الفارق نجده باختلافها هنا مع الرجل، رغم التقاطع الكبير معه في مجال الخدمات العامة، ولكن صوت النساء في عمل البلديات غير حاضر بشكل كبير، والنساء عمومًا لا يبادرن باقتراحات لاعتقادهن أنّ خدمات البلديات تقتصر على تقديم المياه والكهرباء والصرف الصحي، علمًا أنّك ترى بصمة النساء في المراكز الثقافية الفاعلة في الخليل أكبر وهي أكثر حضورًا فيها، “فكلما كان صوت النساء حاضرًا من خلال الاهتمام بالعائلة، والأماكن التي تهم النساء، وهي كفرد أيضًا في المجتمع من خلال أماكن آمنة تحتضنها وتعبّر عنها، وتحتضن مهاراتها على اختلاف مستويات النساء وطبيعة الخدمات المقدمة، فإن وجود امرأة يسمح برصد هذه الفوارق التي من الصعوبة أحيانًا أن يرصدها الرجل”.

وتختم بقولها “الرسالة التي اذكر نفسي وزملائي بها على الدوام هي ضرورة التركيز على العمل والتوجهات الاستراتيجية ذات الفائدة الكبيرة والتي ستنعكس على المدينة بالشكل الايجابي وإن كانت في السنوات اللاحقة، وهذا ما يجعل المواطن يلمس الجهد المبذول وعدم استنزاف الجهد في تفاصيل العمل التنفيذية التي تعد معرقلة لأي تطور.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *