ضمن محاولات النهوض بالواقع المهني وتعزيز الفرص المستقبلية أمام طلبة الجامعات، وعلى مدار يوم كامل، نظمت مؤسسة أوربت الدولية للتدريب المهني، يوما دراسيا في بلدية البيرة بالضفة الغربية، بمشاركة ما يزيد عن 15 أكاديميا وخبيرا ومدرباً.

واستطاعت أوربت، ومن خلال منصة البيت المهني للتدريب الإلكتروني، أن تجمع ما يزيد عن 17 جامعة ومؤسسة ونقابة مهنية للشراكة في انعقاد اليوم الدراسي، حيث ناقش المشاركون عبر أربعة محاور العديد من الأفكار والقضايا ذات الاهتمام بتعزيز الفرص وكيفية تطوير البرامج الجامعية لفتح المجال أمام الخريجين في السوقين المحلي والدولي.

كما استضاف اليوم الدراسي، عددا من الشبان الملهمين الذين قدموا نموذجا واقعيا لتجاربهم التي استطاعوا من خلالها رسم طريقهم للعمل وإنشاء شركاتهم الخاصة من خلال تطوير مهاراتهم والخروج عن النمط التقليدي في ربط التخصص بالسوق واحتياجاته.

وافتتح إسلام الطويل، رئيس بلدية البيرة، اليوم الدراسي، بالتأكيد على الدور المستقبلي الذي يمكن أن يعمل عليه طلاب الجامعات والطلبة على مقاعد الدراسة، وأن الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون يمثل تحديا أمامهم بهدف تحقيق الثبات لمواجهة مخططات الاحتلال بالتهجير والترحيل.

وقدم الطويل شكره لمؤسسة أوربت، ولكل المؤسسات والجامعات الشريكة، مقدما كافة إمكانيات البلدية لإنجاح اليوم الدراسي، ومؤكدا على أهمية تعزيز الشراكة ما بين المؤسسات المختلفة بهدف تحقيق الأهداف من هذه الفعاليات والنشاطات. 

وخلال جلسة الافتتاح، تحدث الاستاذ حمدالله جابر، من الهيئة الوطنية للتدريب والتعليم المهني والتقني، مشيرا إلى أن هناك خطوات تحاول من خلالها الهيئة منهجة التعليم المهني والتقني على خطى تعزيزه بشكل متكامل. وعبر عن أهمية المؤتمر وما يطرحه من قضايا متعددة باعتبارها تشكل منطلقات مهمة في مناقشة سوق العمل والتخصصات الجامعية.

 

بدورها، ألقت المحامية شهد العواودة، كلمة أوربت، حيث رحبت فيها بالشركاء من المؤسسات والجامعات، وشكرتهم على جهودهم في انجاح هذا اليوم الدراسي، ودعت إلى أهمية تعزيز الشراكات التي تسعى لتحقيق أهداف التنمية في المجتمع الفلسطيني.

كما أشارت العواودة إلى الأهداف التي تسعى أوربت لتحقيقها من خلال تعزيز وتطوير القطاع المهني والنقابي، وأن هذا اليوم يأتي في محاولة لتعزيز احتياجات الخريجين وطلبة الجامعات للمعرفة التي يمكن أن تساهم في تطوير مستقبلهم الوظيفي.

وتوزعت جلسات اليوم على أربعة محاور، تناول المحور الأول: “السوق المحلية: الاحتياج وكيفية اختيار التخصص الجامعي”، حيث تطرق د. سامح عواد من جامعة بير زيت إلى البرامج الجامعية الحديثة والمستقبل الهندسي، وتطرق لمجموعة من الملاحظات والنصائح في إطار التخصصات الهندسية، وكيفية التعاطي معها، وآليات الاختيار.

بدوره، تحدث د. فادي جمعة، من الجامعة العربية الأمريكية، عن التجارب الجامعية الريادية، وكيفية التمييز الذي حققته باحتضانها مجموعة من التخصصات الحديثة، كما أنها استطاعت أن تزاوج ما بين البعد الأكاديمي والتطبيق العملي والمهني.

فيما تناول ميسرة عبد الله تجربته الملهمة في إنترنت الأشياء في الزراعة، حيث قدم نموذجا لعدد من المراحل التي عايشها حتى استطاع أن يشكل طريقه المستقبلي عبر شركته التي أنشأها، وقدم نموذجا جمع فيه بين تعلم المهارات والجانب الأكاديمي.

أما د. رياض عبد الكريم، رئيس بلدية طولكرم، وأمين صندوق نقابة المهندسين، فقد تحدث عن قدرة النقابات على مواءمة الخريجين والسوق، وبين أهمية أن يتمتع خريجو الجامعات بمهارات تؤهلهم لسوق العمل إما من خلال الدورات التدريبية، أو مواكبة التكنولوجيا، أو عبر البرامج التطويرية التي تطرحها النقابات بهدف تطوير مهارات أعضائها.

السوق الإقليمية والدولية

وناقش المحور الثاني “حاجة السوق الإقليمية والدولية من التخصصات الحديثة”، وتناول فيه د. محمد شاهين، عميد الدراسات العليا في جامعة القدس المفتوحة، رؤية مستقبلية للموازنة بين التعليم وسوق العمل، حيث قدم رؤية متكاملة في كيفية الموازنة ما بين الاحتياجات والتخصصات.

وتحدث م. سامر فرح، نقيب المهندسين الزراعين، عن التعليم المهني وآفاق السوق المحلية والعالمية، وأشار إلى أهمية الإقران ما بين البعد الأكاديمي والمهارات التكنولوجية خصوصا في قطاع الزراعة التي تشكل فلسطين أرضية مهمة له.

 أما خليل دار عمر، وهو من المتخصصين في التدريب على الريبوت والذكاء الاصطناعي، فقد تحدث عن تجربته في تدريب الطلاب على الروبوت والذكاء الاصطناعي، وكيف أنه استطاع أن يوسع أفق العشرات من الملتحقين بهذه البرامج على مستويات عالمية ودولية وتحقيق العديد من الجوائز في هذا الإطار.

كما استعرضت محاسن سحويل، من مديرية التربية والتعليم، منهجيات وزارة التربية والتعليم في التعليم المهني، وطبيعة المسار الذي تحاول من خلال وزارة التربية بمناهجها الموازنة ما بين المهارات والتخصصات والاحتياجات المستقبلية.

التخصصات الإنسانية والعالم الرقمي

وخصص المحور الثالث لمناقشة “التخصصات الإنسانية وفرص العمل في العالم الرقمي”، حيث تناول محمد خبيصة، وهو إعلامي متخصص في الاعلام الاقتصادي واستطاع انشاء منصة منقبون عبر الإعلام الجديد، كيف أن اقتران التخصصات الانسانية بالعالم الرقمي تفتح الآفاق أمام المستقبل، وأن العالم اليوم وتحديدا عقب جائحة كورونا استطاع أن يشكل هوية جديدة للاحتياجات المستقبلية.

وتحدث د. محمود الحوامدة، من جامعة القدس المفتوحة عن تجربة الجامعة في توفير التعليم للفئات المهمشة، حيث استعرض نماذج عدة في هذا الإطار وبالتحديد لذوي الاعاقة، والسكان الذين يعيشون في مناطق نائية.

وتناول مالك طومار، من جمعية المدربين الفلسطينيين رؤية جديدة لبرامج التطوير والتدريب، تقوم على الدمج ما بين الاحتياج الرقمي في الأسواق وما بين المهارات. فيما تحدث مهدي تركمان وسلام رابي عن نقابة العلوم المعلوماتية والتكنولوجية بين التجربة الأكاديمية والنقابية، واستعرض كل منهم تجربته ما بين اختيار تخصصه الأكاديمي وقدرته على شق طريقه باتجاه فرص العمل المستقبلية.

اللغة والمهارات المعززة 

وتناول المحور الرابع “حاجة الخريجين للمهارات المعززة في مجال اللغات والمهارات التطبيقية”، حيث تحدثت سامية الديك من مديرية التربية والتعليم عن المهارات الحياتية للطلاب ودورها في التنمية، وتناول خالد قلالوة، مدير العلاقات الدولية في المجلس الأعلى للإبداع والتميز تخصصات الطلبة ما بين مهارات اللغة والريادة.

وعلى مدار ساعات النقاش والحوار، استطاع المشاركون من تقديم اسئلتهم واستفساراتهم، ومشاركة الضيوف الأفكار وطرح نماذج عملية، وقد حظي المؤتمر بإشادة المشاركين.

وطالب الضيوف الجهات الرسمية والنقابات المهنية والمؤسسات ذات الاهتمام بضرورة العمل على تعزيز الواقع الاكاديمي من خلال التدريب والتطوير المهني، إضافة لوضع خطط تنموية يمكن من شأنها تعزيز وتطوير الخريجين لموائمة احتياجات السوق المحلي والدولي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *