حقق الفيلم الفلسطيني “لا أرض أخرى” إنجازًا تاريخيًا في السينما الفلسطينية بفوزه بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم وثائقي في الدورة الـ97 التي أُقيمت مساء الأحد في حفل ضخم بمسرح دولبي في هوليوود.
وتسلم المخرجون الجائزة على خشبة المسرح وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية ويرفعون الأعلام الفلسطينية، في مشهد يعكس فخرهم بقضيتهم الوطنية.
الفيلم من إخراج فلسطيني نرويجي، ويجمع بين أربعة مخرجين هم: باسل عدرا، حمدان بلال، راشيل سزور ويوفال أبراهام. وتدور أحداثه حول محاولات الاحتلال الإسرائيلي طرد الفلسطينيين من قرية مسافر يطا في الضفة الغربية المحتلة، وهي مجموعة من 19 قرية فلسطينية في محافظة الخليل، تقع بين 14 و24 كم جنوب مدينة الخليل.
من خلال كاميراته، يوثق المخرج باسل عدرا تدمير منازل قريته على يد الجيش الاحتلال بهدف تحويل المنطقة إلى منطقة تدريب عسكرية. وعلى مدار الفيلم، تتطور صداقة غير متوقعة بين الصحفي الفلسطيني باسل والصحفي الإسرائيلي يوڤال، مما يبرز التباين الكبير بين حياتيهما، حيث يواجه باسل القمع والعنف المستمر بينما يعيش يوڤال في أمان وحرية.
في كلمة مؤثرة له على منصة الأوسكار بعد إعلان فوز الفيلم، قال المخرج باسل عدرا: “منذ شهرين تقريبًا، أصبحت أبًا، وأملي لابنتي ألا تعيش نفس الحياة التي أعيشها الآن”، وأضاف: “ندعو العالم إلى اتخاذ إجراءات جادة لوقف الظلم والتمييز العرقي”.
الفيلم تعرض لانتقادات من بعض الداعمين لرواية الاحتلال، حيث وصف وزير الثقافة الإسرائيلي ميكي زوهار فوز الفيلم بأنه “لحظة حزينة للسينما”، معتبرًا أنه قدم رؤية مشوهة لإسرائيل.
يُذكر أن فيلم “لا أرض أخرى” فاز بالعديد من الجوائز الكبرى في أوروبا والولايات المتحدة، وكان آخرها فوزه بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي ضمن قسم بانوراما في مهرجان برلين السينمائي الـ74 في عام 2024.