مدير الاغاثة الطبية في محافظة نابلس د. غسان حمدان: تم تشكيل لجنة طوارئ عليا للتعامل مع التطورات الميدانية

بحاجة إلى المزيد من المباني الصحية وسيارات الاسعاف وندعو المواطنين إلى الانضمام للجان التطوعية

أجرى اللقاء مع مدير الاغاثة الطبية في محافظة نابلس د. غسان حمدان الصحفي سامر خويرة

في ظل ما تعيشه فلسطين عامة، والضفة الغربية ومنها محافظة نابلس على وجه الخصوص، مع تعاظم اعتداءات قوات الاحتلال الإسرائيلي واقتحاماتها وتوغلاتها، وما ينتج عن ذلك من ارتقاء الشهداء والإصابات المختلفة، وضرب حصار خانق وفصل المدن عن بعضها وعن القرى والبلدات المحيطة بها، وتحويلها إلى “كانتونات” معزولة، بالتوازي مع تصاعد هجمات المستوطنين وخاصة على الأرياف، وقتل الرعاة والمزارعين وحرق البيوت والممتلكات، كما يتكرر مؤخرا في بلدات وقرى جنوب نابلس، ومع تزايد المخاوف من اندلاع حرب بين دولة الاحتلال وحزب الله اللبناني، وما قد يسفر عنه من انقطاع محتمل للعديد من الخدمات مثل شبكة الكهرباء ونقص الوقود وغيرها من الأمور (الـخ …)… يُطرح سؤال كبير حول الجاهزية لدى مختلف الجهات الحكومية والأهلية والشعبية، لحالة الطوارئ في القطاعات الصحية والطبية والاسعافية وغيرها.

يقول مدير الاغاثة الطبية الدكتور غسان حمدان: “مع الخطر الداهم الذي نعيشه، لنا دور وعلينا مسؤوليات كبيرة جدا، لذا تم تشكيل لجنة طوارئ عليا برئاسة المحافظ غسان دغلس، للتعامل مع الأوضاع الطارئة التي تشهدها المحافظة في ظل استمرار التصعيد الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وتضم لجنة الطوارئ عدة لجان فرعية، أبرزها اللجنتين الصحية والاقتصادية، وقد عقدت عدة اجتماعات لوضع خطط واضحة للتعامل مع الاحتياجات ومواجهة أي تطورات مفاجئة على الصعد كافة”.

ويشرح قائلا “التحضيرات مطلوبة في كل الظروف والأوقات والأوضاع. علينا ألا نكون خاضعين لردة الفعل ونتصرف بناءً عليها. التحضيرات مهمة جدا حتى لا نتفاجأ بوقوع حدث كبير ولا نجيد التعامل معه. ومن هنا التحضير والتخطيط المسبق لمواجهة الأزمات هو أمر بالغ الأهمية، سواء في أوقات الطوارئ أو السلم. التخطيط الاستراتيجي طويل الأمد ضروري لنجاح المجتمعات في التعامل مع الأزمات، لا سيما أننا نعيش تحت احتلال يتسم بالعنف وارتكاب الجرائم بلا حدود، كما يظهر بوضوح في المجازر الجارية في قطاع غزة والأحداث المتصاعدة في جنوب لبنان… هذا احتلال مجرم واثبتت التجارب والتاريخ أنه لا يتوانى عن ارتكاب جرائمه بطلاقة وبحرية دون أي خطوط حمراء.

ويضيف “من الاستعدادات أيضا التصدي للمعلومات المضللة والشائعات، التي تحبط وتؤثر على المعنويات وعلى الإرادة”.

وفيما يتعلق بلجنة الطوارئ، جرى تقسيمها إلى أكثر من تفرع، من ضمنها لجنة الطوارئ الصحية، ولجنة الطوارئ التي تتابع القضايا الاقتصادية وتوفر السلع والمواد الغذائية وثالثة تتابع ملف الوقود والمحروقات.

“لا أريد أن ارفع السقف. هناك الكثير من الاحتياجات والقضايا والامكانيات التي يصعب توفيرها ولا زال البحث عنها قائما، لأننا نخضع للقدرات المالية في الدرجة الأولى، لكن بالمقابل لدينا امكانيات ممتازة على صعيد القوة البشرية. كوادرنا الرئيسية والتطوعية جاهزة وموجودة وتملك تجربة عميقة اكتسبتها خلال الفترات الماضية. هؤلاء الشبان لديهم انتماء ويملكون إرادة وعزيمة قوية للعمل من أجل أبناء شعبهم والقيام بدورهم المطلوب”.

وبالنسبة للبنية التحتية الطبية، أوضح حمدان أن هناك حاجة ملحة لتوسيع المستشفيات، خاصة في المناطق الشرقية والجنوبية من نابلس، حيث أن هناك نقصًا في سيارات الإسعاف والمعدات الطبية اللازمة. وقال “نحتاج إلى زيادة عدد سيارات الإسعاف، خاصة مع احتمالية تفاقم الأوضاع في حال استمرار العدوان الإسرائيلي.

ويستطرد قائلا “ملف المستشفى الذي من المفروض أن يتم إنشاؤه في المناطق الشرقية متفاعل ويخضع لنقاش دائما ونضغط للإسراع به، لكنه يُراوح مكانه مع الاسف الشديد. وأنا أقول هذا مطلب ليس فقط للجهات الصحية، بل شعبي كونه يشكل احتياجا كبيرا لكل المواطنين هناك، وبالتالي لا زلنا نبحث في هذا الموضوع.

أما ما يتعلق بملف سيارات الاسعاف والطواقم الطبية. عملنا على تقسيمه إلى قسمين، الأول وهو الميداني وهذا مهم جدا خلال التعامل مع الحالات الميدانية ونقل التي تحتاج منها إلى المراكز والمستشفيات، وهذا يتطلب ان يكون هناك جاهزية عالية في الميدان، وهو ما ندرسه دوما مع المؤسسات الصحية الفاعلة ولدينا تحضيرات مستمرة ودائمة لتدريب طواقم اسعافية من الذكور والاناث يكونوا قادرين على الحركة وعلى الوصول للمواقع الحساسة”.

أما بشأن سيارات الاسعاف. لا أستطيع ان اقول إن سيارات الاسعاف الموجودة اليوم كافية لتلبية احتياجاتنا إذا اتسع العدوان الاسرائيلي وامتد لمناطق جغرافية أشمل وهو ما لا نتمنى الوصول إليه. نحن بحاجة إلى المزيد من سيارات الاسعاف، رغم ان العدد المتوفر حاليا مقبول كونها موزعة ما بين القطاع الأهلي والهلال الأحمر والاغاثة الطبية والقطاع الخاص الذي لديه سيارات اسعاف وهو يستخدمها ايضا مشكورا في حال لزم الأمر.

الجزء الثاني -وفق حمدان-المتعلق بالبنية التحتية، خاصة المستشفيات والمراكز الطبية. “نحن تحدثنا في خطة مفصلة عن احتياجات المستشفيات. هناك تحضيرات جيدة وهناك خطة عمل لدراسة متطلبات المستشفيات من وقود ومياه ومستلزمات طبية، وهو ما يتم توفيره من خلال عملية التشبيك مع المؤسسات ذات الصلة مثل البلدية وشركة كهرباء الشمال وغيرهما.

ومن جديد، أؤكد “ليست كل الامكانيات متوفرة، لكن إذا ما استطعنا ان ننظم أنفسنا بطريقة صحيحة ونوحد جهودنا، سنتجاوز أي عراقيل.

أما بخصوص الاغاثة الطبية، “فنحن مستمرون في تشكيل فرق اسعاف أولي في كل المواقع وجهزنا مراكز حيوية، خاصة القرى التي تتعرض لهجمات متكررة من قوات الاحتلال والمستوطنين، وفي المخيمات وداخل البلدة القديمة في نابلس، وجاهزون لأن نتواجد في كل مكان يستلزم وجودنا فيه”.

ويرى مراقبون أن فلسطين لم تصل بعد إلى إعداد خطة وطنية شاملة تعالج الفجوات والتحديات المتعلقة بالمخاطر الأساسية التي تواجه المجتمع الفلسطيني، لكن هناك مجموعة من التعليمات والأجسام الحكومية وشبه الحكومية مثل المجالس البلدية والقروية وتعاون مع القطاع الخاص والنقابات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *