سامر خويرة
مع دخول فصل الشتاء، يواجه جهاز الدفاع المدني الفلسطيني تحديات كثيرة، تعيق إتمام عمله على اكمل وجه، أبرزها الاجراءات التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي على الأرض بنصب الحواجز والبوابات العسكرية وقطع أوصال الوطن، إضافة لضعف البنية التحتية وقلة الإمكانيات ونقص الكوادر البشرية.
قال الرائد في الدفاع المدني الفلسطيني عبد الودود نجار، من المكتب الاعلامي للدفاع المدني الفلسطيني، إن المجلس الأعلى للدفاع المدني يعقد مرتين سنوياً قبل فصل الصيف والشتاء مجلسا تحضيريا يضم ٣٤ عضوا وشريكا من مختلف الجهات الأمنية والخدماتية كالهلال الأحمر والخدمات الطبية ووزارة الحكم المحلي والاتصالات وشركات الكهرباء، بحيث يكون هناك تعاون فيما بينهم وبين الدفاع المدني، خاصة عندما يكون هناك أحداث في أكثر من مكان تستدعي أن يكونوا هناك، ويتم توزيع المهام من خلال غرفة العمليات المشتركة التابعة للإدارة العامة المركزية في رام الله، بالإضافة إلى تدريب الطواقم واستهداف المجتمع المحلي ككل.
وأضاف أن في كل محافظة هناك مجلس أعلى للدفاع المدني بشكل مصغر يرأسه محافظ المحافظة وبعضوية الدفاع المدني والشركاء الموجودين في الغرفة المركزية حتى يكون هناك تعاون دائم.
وتابع نجار أن الاحتلال يستهدف طواقم الدفاع المدني بشكل دائم، لذا عمل الجهاز بالتعاون والتنسيق مع المجالس المحلية والقروية على إنشاء فرق متطوعين خاصة بالمجالس، خصوصاً تلك البعيدة عن مراكز الدفاع المدني، بحيث تقوم بمهام رجال الدفاع عند اغلاق البوابات الحديدية والحواجز العسكرية المقامة التي تؤدي إلى بطء الاستجابة.
ويعمل الدفاع المدني على تدريب فرق المتطوعين وتزويدهم بعربات مجهزة بمعدات الإطفاء اليدوية الأولية ومنافذ ضخ مياه للسيطرة على الأحداث بالشراكة مع أصحاب صهاريج المياه، لضمان الاستجابة السريعة على مدار ٢٤ ساعة، فعلى سبيل المثال يوجد أكثر ١٠ فرق متطوعين في جنوب نابلس كبلدة بيتا ومادما وعقربا وبورين تقوم بواجب الدفاع المدني عند الإغلاقات، حيث أن تلك المناطق تواجه هجمة استيطانية مسعورة، وخاصة الحرائق التي يفتعلها المستوطنون.
وأشار الرائد عبد الودود النجار أن أكثر المعيقات التي تواجه الدفاع المدني نقص الكادر البشري المدّرب وقلة الإمكانيات والمعدات بسبب الأزمة المالية التي تمر فيها الحكومة الفلسطينية، ويتم حل هذه المشكلة من خلال التكامل والتعاون ما بين المجتمع المحلي والمجلس الأعلى للدفاع المدني والشركاء.
ويسعى الدفاع المدني إلى فتح مركز جديد وتزويدها بمركبات دفع رباعي مزودة بألف لتر مياه قادرة على الوصول إلى المناطق الضيقة نسبياً وتخدم المناطق الموجودة مثل البلدات القديمة التي يصعب على سيارات الدفاع المدني الدخول إليها، إضافة إلى تعاون وزارة الداخلية بالعمل على دعم المتطوعين بالمعدات المختلفة، وتدريب طواقم الدفاع المدني بشكل مكثف، كالحصول على دورات خاصة لمواجهة الفيضانات.
ورغم التحديات، يعمل الدفاع المدني على تعزيز قدراته بالتعاون مع الشركاء والمجتمع المحلي من خلال التحسينات والتجهيزات الجديدة التي تهدف إلى تقليل زمن الاستجابة وزيادة فعالية التدخل في الحوادث الطارئة.
وفيما يلي ملخص لأبرز الاستعدادات التي يقوم بها الدفاع المدني، في ظل فصل الشتاء:
- صيانة المعدات والمركبات: يتم فحص وصيانة جميع المعدات والمركبات الخاصة بالإنقاذ والإطفاء بشكل دوري للتأكد من جاهزيتها للعمل في مختلف الظروف الجوية الصعبة.
- تدريب الطواقم: يخضع أفراد الدفاع المدني إلى تدريبات مكثفة على عمليات الإنقاذ والإطفاء في حالات الطوارئ، مثل السيول والانهيارات الأرضية وحوادث الغرق.
- وضع خطط طوارئ: يتم وضع خطط طوارئ شاملة تغطي مختلف السيناريوهات المحتملة، وتحديد الأدوار والمسؤوليات لكل وحدة من وحدات الدفاع المدني.
- التنسيق مع الجهات الأخرى: يعمل الدفاع المدني على التنسيق مع الجهات الحكومية الأخرى، مثل الأرصاد الجوية والبلديات، لتبادل المعلومات والبيانات وتوحيد الجهود.
- توعية المواطنين: يقوم الدفاع المدني بحملات توعية واسعة النطاق لتثقيف المواطنين حول كيفية التعامل مع الظروف الجوية السيئة، وكيفية الوقاية من الحوادث والأخطار.
تعليمات هامة
من جهته، يؤكد الناطق باسم الجهاز في محافظة نابلس الرائد محمود مصلح، أهمية التزام المواطنين بإجراءات السلامة العامة لتجنب الحوادث الشائعة التي تزداد مع دخول فصل الشتاء. وأشار إلى أن الإهمال أو غياب الحرص على اتباع التعليمات قد يؤدي إلى كوارث مميتة.
ويوضح مصلح أن استخدام وسائل التدفئة المختلفة، مثل الغاز والكهرباء والحطب، يتطلب اهتمامًا خاصًا بصيانتها، وضمان وجود تهوية مستمرة داخل المنازل لتجنب تراكم الغازات السامة، مثل أول أكسيد الكربون. وأشار إلى ضرورة فتح النوافذ بشكل دوري لتجديد الأكسجين، حتى لو لدقائق معدودة، للوقاية من حالات الاختناق التي أودت بحياة العديد من المواطنين. مشددا على وضع المدافئ في أماكن آمنة بعيدة عن المواد القابلة للاشتعال مثل الستائر والأثاث، وحذر من ترك وسائل التدفئة تعمل أثناء النوم، لما لذلك من مخاطر كبيرة، مستشهدًا بحوادث مؤلمة وقعت بسبب هذا السلوك، كان آخرها وفاة أسرة في نابلس نتيجة الاختناق أثناء النوم الشتاء الماضي.
وحذر مصلح من وضع أسطوانات الغاز أو أجهزة تسخين المياه في أماكن مغلقة، مثل الحمامات أو المطابخ الضيقة، حيث يؤدي الاحتراق غير المكتمل إلى انبعاث غازات سامة. وأكد ضرورة تركيب أجهزة التدفئة في أماكن مفتوحة أو ذات تهوية جيدة لتجنب وقوع الحوادث.
ولفت مصلح إلى أهمية وعي الأهل بمخاطر وسائل التدفئة على الأطفال، مشيرًا إلى حوادث سابقة تضمنت اشتعال النيران بسبب عبث الأطفال بالأدوات المنزلية القريبة من المدافئ. وأكد على ضرورة توعية الأطفال بالمخاطر، ومراقبتهم باستمرار لمنع وقوع الحوادث.
ولفت أيضا إلى أهمية التعاون بين المواطنين والجهات المختصة في تنظيف مصارف المياه وإزالة المخلفات من المناطق المنخفضة قبل فصل الشتاء، لتجنب انسدادها، ما يؤدي إلى تجمع المياه وحدوث فيضانات. وأضاف أن الجهات المعنية تعمل وفق خطط طوارئ متكاملة بالتعاون مع البلديات والشركاء المحليين لتأمين السلامة العامة خلال الظروف الجوية الصعبة.
ونوه إلى ضرورة استخدام أرقام الطوارئ (الدفاع المدني: 102، الإسعاف: 101، الشرطة: 100) بحكمة، والابتعاد عن الإبلاغ عن الحوادث البسيطة التي يمكن للمواطنين التعامل معها، ما يساهم في تخفيف الضغط على فرق الطوارئ.
وأشار مصلح إلى وجود خطة شاملة للطوارئ بإشراف المحافظ، تضم جميع الجهات ذات العلاقة، لضمان سرعة الاستجابة للحوادث، سواء كانت سقوط أشجار، أو فيضانات، أو حوادث سير. وأكد أن غرفة الطوارئ تعمل كجسم موحد للتنسيق بين الجهات المختصة وتقديم المساعدة في الوقت المناسب.
ويمكن تلخيص النصائح المقدمة للمواطنين خلال فصل الشتاء:
- تفقد المنازل: يجب على المواطنين تفقد منازلهم بشكل دوري للتأكد من سلامة الأسقف والمصارف، وإصلاح أي تسريبات.
- تجنب المناطق المنخفضة: يجب تجنب التواجد في المناطق المنخفضة والأودية خلال هطول الأمطار الغزيرة، تجنباً لخطر السيول.
- عدم استخدام الأجهزة الكهربائية خلال العواصف: يجب فصل الأجهزة الكهربائية عن التيار الكهربائي خلال العواصف الرعدية لتجنب حدوث ماس كهربائي.
- اتباع إرشادات الدفاع المدني: يجب على المواطنين اتباع إرشادات الدفاع المدني والالتزام بتوجيهاته في حالة حدوث أي طارئ.