نظمت شبكة أصداء الإعلامية بالشراكة مع مؤسسة أوربت الدولية للتدريب المهني ومنصة البيت المهني، ورشة حوارية حول الواقع الزراعي الفلسطيني في ظل التحديات التي خلفتها الحرب على غزة.
وشارك في اللقاء كل من المهندس محمود الصيفي مدير مركز أبحاث الأراضي في محافظة نابلس، والمهندس ناصح شاهين من الإغاثة الزراعية، والدكتورة فيحاء البحش رئيسة جمعية حماية المستهلك في محافظة نابلس، وأدار اللقاء الإعلامي الدكتور أمين أبو وردة رئيس تحرير شبكة أصداء.
وقال الصيفي إن الاحتلال يستهدف دائما شجرة الزيتون بالاقتلاع أو التدمير والتخريب، ولا يستطيع الفلسطينيون قطف الزيتون، فالاحتلال يمنع المزارعين من الوصول للبساتين واشجار الزيتون إلا من خلال وجود تنسيق مع الارتباط الاسرائيلي.
وأكد الصيفي على أن الزراعات الفلسطينية مهمة وشجرات الزيتون منتشرة بشكل كبير، حيث بلغ عددها ٩ مليون شجرة زيتون ونتّاجها يزيد عن ٣٥ ألف طن سنوي.
مشيرا إلى أن المستوطنين يهاجمون التجمعات الفلسطينية في كل ليلة حيث بدأوا بحرق المعدات والاعتداء على المزارعين ومنعهم من دخول أراضيهم، وهناك احصائيات تشير إلى أن أكثر من ١١ ألف اعتداء نفذها المستوطنون ما بين تدمير وحرق وتخريب، وهذا أدى الى تراجع دخل المواطن الفلسطيني من ١٥ لـ ٢٠ بالمئة، فالاحتلال يمنع زراعة الاشتال والاشجار في مناطق مختلفة من بينها مناطق دوما وقصرة وبيت دجن.
وأوضح الصيفي أن المؤسسات الدولية لها دور في التنمية ومطلوب منها أن تحافظ على المزارع الفلسطيني وحمايته من هجمات المستوطنين والجيش الاسرائيلي ومطلوب منها مراقبة ووضع حد وعقوبات للكيان الصهيوني الذي يعتدي على أراضي المزارعين.
وأكد الصيفي على ضرورة مواجهة الاحتلال والتواجد في الارض واصلاحها يدوياً.
بدوره، قال شاهين إننا نعاني من مشاكل كبيرة في محافظة نابلس، وأكثر المناطق تضرراً جنوب شرق نابلس، ونحن حاليا نعمل على سلسلة من المشاريع في هذه المنطقة لتأهيل والتطوير والحماية وتشكيل لجان حماية لتمكين المزارعين للاستعداد للظروف الطارئة التي تواجهنا من الاحتلال.
وذكر شاهين أن هناك برامج ومشاريع تنفذها الإغاثة الزراعية في مناطق واسعة بالضفة الغربية ومنها مناطق يصنفها الاحتلال مناطق ج، من أجل تثبيت المزارعين بأراضهم وعدم هجرانها، منوها إلى نجاحات عديدة تم تحقيقها تصب كلها في صمود المواطن.
من جانبها، أشارت البحش لدور جمعية حماية المستهلك الذي يتمثل في توعية المستهلك بحقوقه وواجباته وكيفية دعم منتجنا الوطني ونحن جزء من عملية مقاطعة البضائع الاسرائيلية، ودورنا في الوقت الحالي متابعة توفر السلع في داخل الأسواق بما يتناسب مع الوضع الاقتصادي بالشراكة مع وزارتي الاقتصاد الصحة.
وبينت أن مهمة جمعية حماية المستهلك يتمثل في الرقابة على الاسواق وعلى الهيئات أو المؤسسات في تطبيق بعض القوانين.
وأضافت أن هناك حالة استياء في الوقت الحالي بسبب ارتفاع أسعار بعض السلع وخاصة في الظروف الصعبة التي نمر بها اقتصادياً، وبسبب وجود ارتفاعات على مستوى عالمي في عمليات الاستيراد ودخولها لأسواقنا سببت حالة ضغط إضافي على المستهلك والأسر.
وأكدت البحش على أن الانتهاكات الاسرائيلية سببت ضغط اقتصادي ونفسي وخاصة لبعض المحافظات التي فرضت عليها الحصار مثل نابلس وعدم دخول الزوّار على المحافظة وعدم وجود سيولة كافية داخل الاسواق، كل هذه الانتهاكات تلعب دور في ارتفاع الاسعار.
وجرى خلال الورشة نقاش بين الحضور والمتحدثين الثلاثة تركزت على أهمية العمل على دعم العاملين بالقطاع الزراعي الفلسطيني، والتعاون بين كل الجهات لفضح ممارسات الاحتلال التي تستهدف القطاع الزراعي الفلسطيني خاصة في الأرياف والاغوار.
نابلس: ملاك عويسي