عقدت مؤسسة أوربت الدولية، بالشراكة مع مؤسسة الرواد للصحافة والاعلام ومنصة البيت المهني، ندوة حوارية حول أثر ظروف الاعتقال على الوضع النفسي والاجتماعي للأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم.

وشارك في الندوة التي نظمت عبر منصة “زووم” كل من د. عماد اشتية، نقيب الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين، و د. سائدة عفونة، الخبيرة التربوية ومساعدة رئيس جامعة النجاح الوطنية لتطوير التعليم، ومظفر ذوقان، مدير نادي الأسير الفلسطيني في نابلس، وحضرها عدد كبير من المهتمين.

وافتتح مدير مؤسسة الرواد للصحافة د. سهيل خلف الندوة بالترحيب بالمتحدثين والحضور، وأشار إلى الاثار النفسية والمجتمعية التي يخلفها الاعتقال على الأسير وذويه نتيجة تردي الأوضاع داخل سجون الاحتلال بشكل غير مسبوق منذ 10 شهور.

بدورها، تحدثت د. سائدة عفونة عن الواجب الملقى على عاتق الجامعات تجاه الأسرى وعائلاتهم، باعتبار الجامعة مؤسسة اجتماعية ووطنية وليست بمعزل عما يجري داخل الوطن.

وبينت أن الجامعات كان لها دور مهم وكبير منذ البدايات في القضايا الوطنية، ومنها قضية الأسرى، لكن هذا الدور تراجع بعض الشيء بعد ان كان أساسيا ومحوريا، وهذا ما يستدعي تسليط الضوء مجددا على هذا لدور لتستعيد الجامعات دورها الريادي في هذه القضية.

وتناولت عفونة دور الحركات الطلابية في قضية الأسرى، مبينة أنها كانت تمارس دورا أبرز سابقا، لكن بسبب تعقيدات الظروف الحالية باتت اهتمامات الحركة الطلابية ومجالس الطلبة تركز على قضايا اجتماعية واقتصادية على حساب دورها الريادي في التوعية بقضية الأسرى والقضية الفلسطينية بشكل عام.

من جانبه، تحدث مظفر ذوقان حول صورة ما يجري داخل السجون، والاثار النفسية واهم الممارسات الإسرائيلية التي تهدف لتدمير نفسيات الأسرى.

وأشار إلى أن اجراءات الاحتلال قبل 7 أكتوبر كانت تهدف بشكل رئيسي لتحطيم إرادة الأسير الفلسطيني، وحاولت حكومة اليمين فرض إجراءات عقابية مغلظة ضد الأسرى استجابة لرغبات ايتمار بن غفير للحفاظ على استمرار الائتلاف الحاكم.

ولفت إلى أنه ومنذ تولي الحكومة الإسرائيلية الحالية مهامها، عمل بن غير على متابعة أوضاع السجون بنفسه، واعتبر ان الأسرى يعيشون في “رفاهية”.

وأضاف أن حكومة الاحتلال وجدت في أحداث 7 أكتوبر فرصة كبيرة لشن هجوم واسع على الأسرى، وأنهت كل ما أنجزته الحركة الأسيرة منذ عام 67 وأعادتهم إلى العصر الحجري، من خلال سحب كل مقتنيات الأسرى الشخصية، والممارسات الحاطة بالكرامة الإنسانية خاصة داخل معسكرات الاعتقال ومنها “سديه تيمان” الذي هو نسخة عن معتقل غوانتنامو.

وقال إن المشاهد المؤلمة التي يعيشها الأسرى تجعل أهاليهم وعائلاتهم يعيشون حالة من القلق الدائم والترقب، وهم يتطلعون لوقوف كل أبناء شعبهم معهم والتفاعل مع قضيتهم والمشاركة في الوقفات التي تنظم في مختلف المحافظات لمناصرتهم.

من ناحيته، قال د. عماد اشتية إن الظروف القاسية وغير الإنسانية التي يعيشها الأسرى هذه الأيام غير مسبوقة في تاريخ العالم، حيث يحرم الأسير من الحاجات الأساسية التي لا يستطيع الانسان الاستغناء عنها.

وأضاف أن الانقطاع الدائم ما بين الأسير وأهله، يولد حالة من القلق والترقب والانتظار دائم وهو ما يُدخل الأسير وعائلته بحالة نفسية صعبة.

وأشار إلى أنه بعد قيام السلطة الفلسطينية تم إطلاق برنامج تأهيل الأسرى والهدف منه إعادة تأهيل الأسرى ودمجهم في المجتمع، وأحد اهم برامجه هو برنامج التعليم الذي استفاد منه الاف الأسرى الذين احتضتهم الجامعات الفلسطينية وتعلموا فيها تخصصات مختلفة، ليأخذوا بعدها مواقعهم في أجهزة السلطة المدنية والعسكرية.

وتخلل الندوة مداخلات من جانب الحضور وتم الخروج بعدد من التوصيات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *