اجرى اللقاء الصحفي: سامر خويرة

مع دخول شهر رمضان المبارك، تتحول لجان الزكاة والجمعيات الخيرية إلى “خلايا نحل” لا يتوقف فيها العمل، حيث تنفذ سلسلة من المشاريع الاغاثية والمبادرات الاجتماعية، لشرائح واسعة من المجتمع الفلسطيني في ظل الأوضاع الاستثنائية التي يمر بها على جميع الأصعدة، لا سيما الظروف الاقتصادية الصعبة التي تزداد سوءا، كارتفاع الأسعار، وقلة الرواتب، وقلة فرص العمل، وما يترتب عليها من ضيق المعيشة ونقص الاحتياجات الأساسية اللازمة لحياة الأفراد، والأسر، إلا أن المؤسسات والجمعيات الخيرية تبقى حاضرة، وتبذل قصارى جهدها في تأمين كل ما يلزم المحتاجين، ومن يلجأ إليها.

وهنا يبرز الدور الجلي لجمعية التضامن الخيرية، التي تعد أحدى أقدم الجمعيات في محافظة نابلس إذ تأسست عام 1956، كمنظمة غير حكومية وغير ربحية، وتعمل في مجال تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية للأيتام والحالات الانسانية والمجتمعات المحرومة. وهي تهدف الجمعية إلى تحسين الظروف المعيشية للأفراد والأسر من خلال تقديم الدعم المالي والمعنوي، وتنفيذ المشاريع التنموية التي تعزز من قدرات المجتمع على تحقيق التنمية المستدامة.

تقوم الجمعية بالأساس على لعب دور الوسيط بين المانح والمستفيد من خلال العمل على جمع التبرعات الخيرية سواء من متبرعين داخليين أو خارجيين، وصرفها على المحتاجين الذين ترعاهم، وهم الأيتام في المقام الأول والفقراء في المقام الثاني، وذلك عن طريق طاقم متخصص من موظفين ومتطوعين يتبعون مباشرة لهيئة إدارية منتخبة.

يقول رئيس الهيئة الإدارية للجمعية د. علاء مقبول إن الظروف التي يعيشها الشعب الفلسطيني قاسية، وصعبة، وغير مسبوقة، ولكن الخير حاضر في الأمة، مشيرا إلى أن تقديم المساعدات تعد مسؤولية جماعية تشمل الأفراد والمؤسسات، ولا تقتصر على فرد أو جهة بعينها؛ لأن الأشخاص الذين بحاجة إلى المساعدات زاد عددهم، وهذا العبء لا يستطيع تحمله جهة/ فرد لوحده.

ويضيف “ومن هنا جاء إطلاق حملة تحت اسم “بذور الأمل” لمساعدة آلاف الأيتام والمحتاجين والحالات الإنسانية من خلال عدد من البرامج الدائمة والمشاريع الرمضانية، أبرزها مشروع السلة الغذائية، من خلال توفير آلاف السلال الغذائية التي تحتوي على مواد غذائية أساسية تكفي احتياجات الأسرة طوال الشهر، ويُساهم هذا البرنامج في تخفيف العبء المالي عن الأسر المحتاجة. وفي هذا العام تم الاتفاق على جعل 70% من السلة تسويقيا، بمعنى أن الأسرة تختار ما يناسبها من مستلزمات ولا يتم فرض عليها أنواعا بعينها.

وكذلك مشروع المساعدات النقدية، حيث تستقبل الجمعية من المتبرعين الصدقات الجارية، وصدقات الفطر، وفدية الصيام، وزكاة الأموال، إضافة إلى التبرعات العينية، لدعم العائلات الفقيرة في تغطية نفقاتهم اليومية.

ولفت مقبول إلى مواصلة الجمعية أحد أهم وأقوى برامجها، وهو برنامج كفالة الأيتام، لتوفير الكفالة الشهرية التي تضمن لأكثر من ألفي يتيم قاصر حياة كريمة وتعليمًا جيدًا.

وإضافة للكفالة تولي الجمعية اهتماما كبيرا بشريحة الأيتام، حيث يجري في كل شهر مبارك تنظيم “موائد الرحمن” بإعداد وجبات إفطار صائم للأيتام، ما يعزز من روح التضامن والمشاركة المجتمعية.

يقول د. مقبول “في كل عام يتسابق رجال الأعمال والميسورين في استضافة مئات الأيتام عل موائد الرحمن، وبعد تناول الإفطار يتم تنظيم فقرات ترفيهية لهم، وتوزيع الهدايا القيمة لهم ولأمهاتهم”.

ومنذ اليوم الأول من الشهر الفضيل، تفتتح الجمعية في مقرها معرضا للملابس والأحذية، حيث يتم تقديم الملابس الجديدة للأطفال والكبار ليستطيعوا الاحتفال بالعيد بفرح وسعادة.

حصاد مميز

وكان لشهر رمضان المبارك في العام الماضي تأثيرا كبيرا على حجم التبرعات التي تلقتها الجمعية، حيث تم جمع تبرعات بلغت قيمتها أربع ملايين وثلاثمائة وواحد وسبعون ألفًا وسبعمائة وستة وسبعون شيكل.

وشملت التبرعات وفق د. مقبول توفير كفالات للأيتام بأكثر من مليون دولار، وتوزيع ملابس وأحذية لأكثر من ٦ آلاف اسرة، كما جرى توزيع نحو سبعة آلاف سلة غذائية، وتوزيع كوبونات بقيمة ناهزت ربع مليون شيكل، وعيديات لأكثر من 1500 أسرة.

وأضاف “كما تم تنظيم عشرات الافطارات الرمضانية، وتوزيع كميات ضخمة من الدجاج واللحوم، وكذلك الحقائب والاكسسوارات .

وعملت الجمعية على توفير أثاث للعشرات من الأسر التي تعيش ظروف سكنية صعبة.

كما تقوم الجمعية بتنفيذ عدة مشاريع وبرامج لدعم الفئات الأكثر احتياجًا، مثل برنامج “المساعدات للمنازل المعدمة”، حيث تم تقديم الدعم لـ 151 منزلاً لتحسين ظروف حياتهم اليومية، ومشروع “الكراسي المتحركة” من خلال توفير 45 كرسيا متحركا عاديا و23 كرسيا كهربائيا لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة، وتوفير عشرات الأطراف الصناعية وأجهزة الشلل، إضافة لتوزيع 216 جهازا طبيا لدعم المرضى، ومساعدة 25 مريضًا في تكاليف العمليات الجراحية والأدوية.

ولم تنس الجمعية تقديم المساعدات الدراسية، إذ تم دعم 8 طلاب جامعيين لمتابعة دراستهم والاستثمار في مستقبلهم، في حين تم تنفيذ عشرات المشاريع التشغيلية لتوفير فرص عمل، وتخصيص راتب شهري لـ38 أسرة لتحسين ظروفهم المعيشية.

واتمت الجمعية مشروع الاضاحي بذبح نحو 150 عجلا و151 خروفا واستفادت من أكثر من 10 الاف أسرة.

من خلال هذه الجهود، تواصل جمعية التضامن الخيرية دورها في تعزيز التكافل الاجتماعي وتقديم الدعم للفئات الأكثر احتياجًا خلال الشهر الفضيل.

ويختم د. مقبول بـتأكيده على أن جمعية التضامن الخيرية تحث على التعاون مع الأفراد والمؤسسات المانحة لتنفيذ مشاريعها وتحقيق أهدافها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *