استطاعت شابة فلسطينية، تحويل شغفها بالزهور، إلى مشروع عائلي.

تقول فرح سلامة (19 عاما)، وهي طالبة في قسم الهندسة المعمارية بجامعة بيرزيت القريبة من رام الله، وسط الضفة الغربية، إن والدها هو سبب شغفها بالزهور، حيث دأب منذ صغرها على إحضار باقات الورد، وأشتاله إلى المنزل.

تُنهي سلامة محاضراتها الجامعية، وتعود على الفور للمشتل الواقع ببلدة سُردا، القريبة من مدينة رام الله.

ويشارك الفتاة في العمل بالمشروع شقيقاتها الأربع، وكلهن طالبات جامعيات.

وتضيف: “منذ الصغر تعلمنا حب الزراعة وخاصة الورود، كان والدي دائما ما يشتري الورد دون مناسبة، نراه يحمل قوارير الورد، أو باقاته”.

وأضافت: “تعلقتُ وشقيقاتي بالورد؛ بالنسبة لي شراء الورد أهم من شراء الملابس وأشياء أخرى، وذلك الأمر بالنسبة لشقيقاتي”.

وتابعت: “اليوم حققنا هذا الحلم، وبات مصدر رزق إضافي للعائلة”.

وأضافت: “قررتُ مع شقيقاتي أن نحقق حُلم والدنا ونحوّل شغفه بالورد، وشغفنا جميعا، إلى مشروع عائلي”.

وقالت: “أيضا هو مشروع اقتصادي، يخفف عن كاهل والدي عبء نفقات المنزل”.

ويعمل والد الفتاة مقاول بناء.

وبات لدى سلامة وشقيقاتها دخل خاص بهن، يستطعن من خلاله توفير احتياجاتهن دون الطلب من والدهن.

وتقول: “بات لكل شخص منا دخل خاص، يعتمد عليه في حياته، وبات لكل منا مسؤولية خاصة”.

وحول بداية المشروع، تقول: “مع دخولنا الجامعة وزيادة المصاريف العائلية، قررنا افتتاح محل لبيع الورود والقواوير”.

وتضيف: “بدأ المشروع بالزراعة في حديقة المنزل، وبيع المنتجات عبر تسويقها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي”.

وتتابع: “قررنا تطوير المشروع وافتتاح مشتل خاص لبيع الورد، كل ما بداخله من بناء خشبي وغير خشبي من عملنا، نحن الفتيات ووالدنا”.

واستطاعت الفتيات بناء كوخ خشبي في المشتل، منحه جمالا إضافيا.

ورغم افتتاح المشتل وتحقيقه نجاحا، غير أن سلامة تقول إن لديها خطة تطويرية وتطمح بأن يصبح لديها عدة فروع في مختلف المدن الفلسطينية.

كما تطمح بحسب قولها إلى “افتتاح قسم خاص بتزيين المناسبات الاجتماعية بالورود الطبيعية”.

وعن التنسيق بين عملها في المشروع وبين دراستها الجامعية، تقول “نرتب أوقات الدوام بيننا (الفتاة وشقيقاتها) بحيث نستقبل الزبائن طوال اليوم”.

وعن الصعوبات التي تواجه المشروع، تقول: “لا شيء يأتي بالسهل، هناك صعوبات عدة أبرزها عدم وجود تشجيع من قبل المجتمع للعمل في مثل هذه المشاريع وخاصة من فتيات”.

لكنها تضيف إنها تشعر بالسعادة عندما ترى أن هناك من يهتم ويحب الورد.

وتركز سلامة في عملها على زراعة الصباريات.

وتقول في هذا الصدد: “الصبار بكل أنواعه من أكثر الأنواع طلبا، حيث يعيش لفترات طويلة دون مياه، وله زهرة جميلة”.

وتضيف: “كثيرا ما يُشترى (الصبار) كهدايا للمكاتب والمحال، وأيضا للمنازل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *