بقلم: م. مريم بشتاوي، عضو لجنة فرع نابلس في نقابة المهندسين

تلعب نقابة المهندسين الفلسطينيين دوراً محورياً في تعزيز الجانب التربوي والمهني لأبناء المهندسين والمهندسات، ويأتي هذا الدور متكاملا مع أدوار النقابة المهنية والعلمية، والاجتماعية، والوطنية، والثقافية.

فلا تقتصر أدوارها وخدماتها على منتسبيها فحسب؛ بل تحتضن أبناءهم وتوفر لهم مناخا فريدا للتعلم والإبداع، فهي بذلك تجمع إرث الأجيال والخبرات المتراكمة لتصنع جسراً قوياً تعبره الأجيال للمستقبل الواعد.

إن أنشطة النقابة المتنوعة تفتح آفاقاً واسعة أمام أبناء المهندسين والمهندسات من خلال أنشطتها المختلفة؛ كالنوادي العلمية، والدورات التقنية، حيث يتم تزويدهم بالمهارات التقنية كدورات الروبوتكس والذكاء الاصطناعي، كما يتم تزويدهم بالأدوات والمهارات المعرفية التي تجعلهم قادرين على مواجهة تحديات العصر، وقادرين على حل المشكلات واكتشاف ميولهم وصقل مواهبهم.

 ففي النادي العلمي؛ الذي تقيمه النقابة بشكل سنوي، يتعرف الطلاب والطالبات على مفهوم الهندسة المبسط بمختلف تخصصاته من خلال الأنشطة التفاعلية كصناعة الجسور الخشبية والرسم المعماري، والتجارب العلمية الممتعة كأنشطة الطاقة الشمسية والزيارات الميدانية للشركات والمؤسسات والمصانع التي يعمل بها المهندسون.

وعلى الجانب الآخر تركز النقابة على الجانب التربوي كشق مكمل للشق العلمي والمهني، والأنشطة التربوية تعمل على صناعة الإنسان وعلى غرس القيم الأخلاقية والمهنية والدينية وعلى بث الروح الايجابية في نفوس الأبناء ليكونوا بذورا ناضجة وغرسا صالحا ينمو ليرقى بمجتمعه ويخدم وطنه وأمته.

 فكانت الأنشطة الثقافية التي تحض على القراءة الهادفة الواعية للروايات والكتب التي ترقى بعقولهم من خلال تخصيص فقرات بالنوادي العلمية، ومن خلال الحث والتحفيز على المشاركة في مسابقات القراءة الرمضانية وغيرها من فعاليات وأنشطة على مدار العام.

وكان للقاءات التربوية الأسبوعية التي يقدمها خيرة المربين من الأساتذة الكرام حظ وافر من الأنشطة. كما كان للأنشطة المقدسية التي تنوعت سهم في غرس حب الوطن والمقدسات في نفوسهم.

 تسهم الأنشطة النوعية التي تقدمها النقابة والبرامج التدريبية في السياق المهني والتربوي في صقل مواهب الأبناء وتنمية مهاراتهم وقدراتهم، فهو ليس دور مؤقت، بل استثمار مستدام في صناعة الجيل الذي سيواصل مسيرة الإبداع والعطاء الهندسي، وليكون جيلا رائدا متألقا في شتى المجالات، يعتز بقيمه وأخلاقه ودينه وليأخذ دوره في صناعة نهضة علمية وتقنية ومعرفية تعود بالنفع والفائدة على المجتمع وترفع راية الأمة من جديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *