بقلم: د. ضرغام فارس
مؤسس وعضو لجنة تحضيرية
في البداية أود الايضاح بأن ما قمنا بإعداده بصفتنا الهيئة التأسيسية للاتحاد العام للمؤرخين والآثاريين الفلسطينيين لهذا الاتحاد هو: مسودة النظام الأساسي وأهم مواد النظام الداخلي. وهي مادة متاحة لجميع المرخين والآثاريين الفلسطينيين وقابلة للتعديل بناء على ملاحظاتهم.
أهمية وجود الاتحاد
من خلال بعض التساؤلات المشروعة نستطيع تحديد أهمية وجود اتحاد يجمع ويوحد المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين في الداخل والشتات، وهذه التساؤلات هي: أين نحن -قيادة ومؤسسات أكاديمية وشعب- من العمل المنظم الذي انتهجته الحركة الصهيونية ودولة الاحتلال لتشريع الاحتلال تاريخيًا ودينيًا؟ وفي ظل نجاح الحركة الصهيونية بترويج الأكاذيب والخرافات، ألا نستطيع نشر الحقائق التاريخية وترويجها؟ وإذا كان هناك خلاف بين المؤرخين وهواة التأريخ والمأجورين الذين يتعمدون التضليل، ألا نستطيع الدفاع عن تاريخنا وعن قضيتنا العادلة من خلال الخروج بقراءة علمية واحدة موحدة مكتملة لتاريخ فلسطين ويتم اعتمادها على الأقل من طرف القيادة السياسية وكافة السياسيين والدبلوماسيين الفلسطينيين؟
نعم نستطيع من خلال توحيد المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين في الداخل والشتات وتوحيدهم ضمن استراتيجية علمية وطنية تبدأ بالتواصل والتشاور والتكامل فيما بيننا، ولدينا قراءة علمية لتاريخ فلسطين أجمع عليها كبار المؤرخين والآثاريين على مستوى العالم، ونستطيع تقديمها للعالم بكل ثقة وجرأة لأنها علمية محايدة وتنقض المزاعم الصهيونية وتنصف قضيتنا العادلة. وهي مادة تقدم صورة مكتملة لتاريخ فلسطين، علمية الإطار والمضمون وبلغة بسيطة تناسب غير المختصين بالتاريخ والآثار، وتنقض مرتكزات الفكر الصهيوني الخرافي مثل السامية والرابط العرقي، وأيضا توضح كيف كان ظهور الديانة اليهودية في فلسطين تطورا في نظام الحكم وفي مفهوم الإله وأنه تطورًا محليًا أنتجه السكان الأصليين متعددي الأعراق وليس طارءًا دخيلا جاء من العراق ولا غزوا جاء من مصر.
يجب أن نتصالح مع تاريخنا ونقرأه بطريقة علمية محايدة بعيدًا عن التربية الدينية والتعبأة العرقية التي تهيمن على طريقة تفكير معظمنا، عند ذلك سندرك وبالأدلة التاريخية والأثرية أننا أصحاب الأرض والتاريخ أن كل ما شهدته فلسطين منذ العصور الحجرية الى اليوم من حضارات وأحداث هو تاريخ أجدادنا وهو موروثنا الثقافي بكل مكوناته الملموسه وغير الملموسة، وأن اليهود الذين جلبتهم الحركة الصهيونية من مختلف أنحاء العالم، لا يربطهم بفلسطين أي رابط عرقي أو تاريخي وإنما هو رابط ديني فقط، لأن الديانة اليهودية انتشرت في فلسطين وخارجها دون ضوابط عرقية، ومن الأمثلة التاريخية التي تؤكد ذلك، اعتنقاق الديانة اليهودية من طرف مملكتي حِمْيَر والخزر.
التأسيس لإطلاق الاتحاد
قمنا بصياغة مسودة النظام الأساسي وأهم مواد النظام الداخلي بصيغة تعكس رسالتنا العلمية والوطنية وتصب في خدمة مسؤوليتنا المجتمعية المتمثلة بالعمل ضمن الأسس العلمية على خلق رأي عام فلسطيني يتمسك بحقوقه الوطنية وبأراضيه المحتلة وبحقه بالعودة وإقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني. وأيضًا خلق رأي عام عربي اسلامي وعالمي مؤيد وداعم للحقوق الفلسطينية.
حددنا مهام الاتحاد وأهدافه: على المستوى الفلسطيني، وعلى المستوى العربي، على المستوى العالمي. وحددنا العضوية وهيكل الاتحاد، ثم حددنا الهيئات التشريعية والهيئات التنفيذية.
بعد ذلك بدأنا بصياغة النظام الداخلي فقمنا بتعريف النظام وأحكامه ودلالات ألفاظه وعباراته، وأيضا شروط العضوية وحماية العضوية وسقوط العضوية.
تاريخ أكبر منا جميعًا
لن يحقق هذا الاتحاد أهدافه العلمية والوطنية بالمستوى الذي نطمح إليه دون التفاف المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين حوله وتنفيذ سياساته. وهذا لا يكون إلا بالانتساب لهذا الاتحاد وبانتخابات تفرز من يحظون بثقة غالبية المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين في الداخل وفي الشتات. لذا ومن خلال هذا المقال أناشد زملائي وزميلاتي المؤرخين والآثاريين الفلسطينيين أن يبدأوا بتقديم طلبات الانتساب، ليتسنى لنا حصر العضوية وإجراء الانتخابات بأسرع وقت ممكن.
وهنا أود التأكيد بأننا في المؤتمر التأسيس الذي عقدناه يوم 18/9/2022 لم ننتخب أحدا، ولن نقبل بأن يم تعيين أحد، فلا انتخابات دون حصر للعضوية، ولا تمثيل شرعي وفاعل دون انتخابات. ولا يحق لأي كان أن يتحدث باسم الاتحاد قبل إجراء الانتخابات.