يبدأ موسم قطف الزيتون للعصير في فلسطين اعتباراً من بداية شهر تشرين الأول، ويستمر لمدة طويلة، ولكنها مدة أقصر بكثير من الماضي؛ لتوفر “المفارش”، والأمشاط، ولزيادة عدد المعاصر.
ويعتبر موسم قطف الزيتون في فلسطين عيدًا يشارك فيه جميع أفراد الأسرة، حيث تقوم أحيانا وزارة التربية والتعليم والجامعات، بإعطاء الطلاب إجازات خاصة لمشاركة أهاليهم في القطف؛ وذلك من أجل إنهاء موسم القطف بوقت مبكر، وتقليل تكلفة الإنتاج؛ إذ إنه كلما استثمرت أيام عمل غير مدفوعة الأجر في قطف الزيتون، قلّت كلفة الإنتاج.
تختلف عادات الأسرة الفلسطينية أثناء موسم قطف الزيتون في كثير من الأمور، وخاصة فيما يتعلق بتحضير الطعام؛ حيث تعتمد العائلة على الوجبات الخفيفة، والمعلبات؛ لانشغال النساء في القطف، وعدم قدرتهن على إعداد الطعام كباقي أيام السنة.
في موسم قطف الزيتون، تقوم بعض العائلات المالكة لمساحات كبيرة من الزيتون، والعائلات التي لا تملك اليد العاملة الكافية لقطف ثمار الزيتون، بتضمين بساتينهم لمتعهدين أو مزارعين آخرين، للقيام بعملية القطف مقابل نسبة من الإنتاج، وذلك حسب كمية الحمل، وبعد البستان عن الطرق الزراعية والقرية، وعمر الأشجار، ومعدل الأجور، وأسعار الزيت في الأسواق.
الأهمية الاقتصادية لعملية القطف:
إن قطف الثمار عن الأشجار، ثم جمعها من على الأرض، وتعبئتها في أكياس أو أي عبوات أخرى، ونقلها للمعصرة أو مكان التجميع، تحتاج لمجهود كبير، لصغر حجم ثمار الزيتون، بالنسبة لثمار الفواكه الأخرى.
وعلى الرغم من الأبحاث العديدة التي أجريت في موضوع طرق القطف البديلة مثل القطف الميكانيكي، والقطف الهرموني (المواد المنتجة لغاز الإيثيلين)؛ إلا أن القطف اليدوي يبقى الأكثر شيوعًا في مختلف دول العالم المنتجة للزيتون.
وتشكل تكاليف القطف من 35% – 40% من مجمل التكاليف الكلية لدونم الزيتون، كما أنها تشكل 50-70% من مجموع أيام العمل المستثمرة في كافة العمليات الزراعية خلال السنة.
وطريقة القطف لها تأثير كبير على نوعية ثمار الزيتون، كما أن موعد القطف له تأثير كبير جدًا، على نوعية الثمار والزيت الناتج منها؛ فالقطف في الموعد الصحيح، يعطي زيتًا بنوعية أفضل، كذلك فإن الثمار التي تقطف قبل موعد نضجها، أو تكون قد تعرضت للضربات أثناء القطف والجمع والنقل تبقى ذات نوعية سيئة.
طرق القطف:
تتعدد طرق قطف ثمار الزيتون؛ فهناك طريقة القطف اليدوي التي تعد أفضلها؛ وطريقة القطف بالعصي، التي تعد أسوأها، والتي اختفت تقريباً في أيامنا هذه؛ وطريقة القطف الميكانيكي باستعمال عدة أنواع من الهزازات والأمشاط الآلية واليدوية؛ ثم طريقة القطف الهرموني باستعمال المواد المنتجة لغاز الإثيلين.
نقل الثمار من البستان إلى المعصرة:
إن أفضل طريقة لنقل الثمار بعد قطفها وجمعها هي باستخدام الصناديق البلاستيكية، أو الخشبية المصنوعة خصيصا للزيتون، والتي تكون مهواة من جميع الجوانب، بوجود فتحات صغيرة لا تخرج منها الثمار؛ إلا أن صعوبة استخدام هذه الصناديق بسبب وعدم توفرها أحياناً، وكذلك لاعتماد الحيوانات كوسيلة نقل رئيسية؛ نجد أن الأكياس هي العبوات المستخدمة لنقل الثمار.
ويجب تجنب استخدام الأكياس البلاستيكية، واستعمال أكياس الخيش النظيفة، وعدم إبقاء الثمار لفترة طويلة داخل الأكياس؛ إذ يفضل تفريغ الأكياس من الثمار عند وصولها للمعصرة، في أحواض خاصة، وبطبقة ليست سميكة؛ لأن بقاء الثمار في الأكياس من شأنه أن يرفع درجة حرارتها، ويساعد على فسادها؛ ما يزيد من حموضة الزيت؛ فكلما كانت المدة التي تبقى فيها الثمار في الأكياس أقصر يكون ذلك أفضل للحفاظ على نوعية الزيت.