في سوق الحدادين الشهير في بلدة نابلس القديمة، وبين مجموعة من المحلات التجارية والحرفية، تلحظ محلاً فريدًا تتكئ على جدرانه الواح خشبية، وإلى جوارها بعض المناشير وآلات بسيطة لقص الخشب، وفي المحل تجد رجلاً مسنًا يضع اللمسات الأخيرة على ما صنعته يداه من عربة خشبية متنقلة لاحد الزبائن.

 

يقول الحاج نشأت عرفات بأنه منذ 60 عامًا وهو يحافظ على مهنته في صناعة العربات الخشبية التي تستخدم لأغراض العتالة أو لأغراض البيع عليها كعربة متنقلة.

 

ويضيف بأنه قد ورث هذه المهنة عن والده وهو في العاشرة من عمره، ومنذ ذلك الحين وهو متمسك بهذه الصنعة النادرة، وقد بات آخر صانع لهذا النوع من العربات في المدينة، مشيرًا إلى حرصه على تعليم ابنه رائد لذات المهنة بينما كان في الرابعة عشر من عمره، وذلك للمحافظة على هذه المهنة المتوارثة والمهددة بالانقراض.

 

ويقول عرفات أن صناعة العربيات تحتاج إلى مواد خام مثل الأخشاب والمسامير والغراء والآلات قاطعة للأخشاب، حتى يتم تجميع الألواح الخشبية مع بعضها البعض وذلك بعد قص الأخشاب بما يتناسب مع حجمها، ويتم تثبيتها بالغراء والمسامير، ومن ثم يتم تركيب العجلات، وطليها بألوان محددة متعارف عليها.

 

ويقول بأن صناعة هذه العربات يحتاج لجهد ووقت، فقديمًا كان يحتاج إلى أسبوع ليُنهي صناعة عربة واحدة نظرًا للعمل بشكل يدوي، أما اليوم فلا يستغرق الوقت أكثر من يومين لصُنع العربة وهذا يعود لتوفر آلات حديثة تساعده في الصناعة.                

وأضاف عرفات أن تلك العربات ضرورية لمن يعمل في العتالة  او للبائعين المتجولين.

 

ويشير إلى أن إقبال المواطنين على  اقتناء العربات هو موسمي، ولكنه يواصل العمل في صيانة عربات الزبائن بصورة دائمة.

 

ويتحدث عرفات عن عدة  تحديات يواجهها في صنعته وعلى رأسها غلاء سعر الأخشاب، الذي يدفع إلى ارتفاع أسعار العربات وعدم قدرة الزبائن على شرائها خاصة انهم اما فقراء او من ذوي الدخل المحدود.

 

ونظرًا لتراجع حجم الطلب على مثل هذه العربات، أدخل عرفات صناعة السلالم والنوافذ الخشبية وتوابيت الموتى إلى مهنته حتى يتمكن من مواصلة العمل وتأمين مستلزمات الحياة لعائلته.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *